وقال غيره ليسوء الوعد وجوهكم ويروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قرأ لنسوء وجوهكم بالنون وهي قراءة الكسائي وفي الكلام حذف والمعنى فإذا جاء وعد الآخرة بعثناهم لنسوء وجوهكم وروى عن أبي بن كعب أنه قرأ فإذا جاء وعد الآخرة لنسوءن وجوهكم بالنون الخفيفة واللام المفتوحة والوقف عليه لنسوءا كما مثل لنسفعا وهو على غير حذف ومن قرأ ليسوءوا فالمعنى عنده للعباد وفيه حذف ١٣ - وقوله عز وجل وليتبروا ما علوا تتبيرا قال ابن جريج ليدمروا تدميرا كذا قال ابن عباس قال أبو جعفر وكذلك هو في اللغة يقال تبر الشئ إذا
كسرة ومنه التبر ١٤ - وقوله جل ذكره وإن عدتم عدنا روى مبارك عن الحسن قال إن عدتم إلى المعصية عدنا إلى العقوبة ١٥ - وقوله جل وعز وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا قال مجاهد أي يحصرون فيها وقال الحسن فراشا ومعادا
وروى معمر عن قتادة قال محبسا قال أبو جعفر ومعروف في اللغة أن يقال حصرت الرجل أي حبسته ويقال للموضع الذي يحبس فيه حصير ويقال أحصره المرض والأصل فيه واحد
١٦ - وقوله جل وعز إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم المعنى يهدي للحال التي هي أقوم والحال التي هي أقوم توحيد الله واتباع رسله والعمل بطاعته ١٧ - وقوله جل وعز ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا روى معمر عن قتادة قال يدعو الإنسان على نفسه بما لو استجيب له لهلك ويدعو على ولده وماله ثم قال تعالى وكان الإنسان عجولا قيل يعجل بالدعاء على نفسه ولا يعجل الله بالإجابة وروى عن سلمان انه قال أول ما خلق الله من آدم
رأسه فاقبل ينظر إلى سائره يخلق فلما دنا المساء قال رب عجل قبل الليل فقال الله تعالى وكان الإنسان عجولا ١٨ - وقوله جل وعز وجعلنا الليل والنهار آيتين الآية في اللغة الدلالة والعلامة أي جعلناهما دالين على أن خالقهما ليس كمثله شئ ودالين على عدد السنين والحساب