والقول الثاني في معنى أمرنا قال معمر عن قتادة قال أمرنا أكثرنا قال الكسائي يجوز أن يكون أمرنا بمعنى أمرنا من الإمارة وأنكر أن يكون أمرنا بمعنى أكثرنا وقال لا يقال في هذا إلا أمرنا قال أبو جعفر وهذا القول الثالث أعني قول الكسائي ينكره أهل اللغة وقد حكى أبو زيد وأبو عبيدة أنه يقال أمرنا بمعنى
أكثرنا ويقوي ذلك الحديث المرفوع خير المال سكة مأبورة ومهرة مأمورة والسكة المأبورة النخل الملقح والمهرة المأمورة الكثيرة النتاج
فأما معنى أمرنا ففيه قولان أحدهما رواه معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال أمرنا سلطنا وكذلك قال أبو عثمان النهدي وروى وكيع عن أبى جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أنه قرأ أمرنا مثقلة أي سلطنا مستكبريها والقول الثاني رواه الكسائي عن أبى جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية أمرنا أي أكثرنا وليس بمبعد ما رواه الكسائي ويكون مثل سمن الدابة وسمنته وأسنمته قال أبو جعفر وهذا أولى قال جل وعز ففسقوا فيها فوصف أنهم جماعة والقرية الواحدة لا توصف إن فيها جماعة امراء
إن قيل يكون واحدا فقد قيل وهذا خصوص والهلاك بالكثرة فتكثر المعاصي
فأما معنئ آمرنا إلا فأكثرنا كذلك قال الحسن ويحتمل معنى آمرنا أكثرنا عدهم وأكثرنا يسارهم وحقيقة أمر كثرت املاكه من مال أو غير ذلك من حالة ومن لقد جئت شيئا إمرا قال الكسائي عظيما وقال هارون في قراءة أبي وإذا أردنا أن نهلك قرية بعثنا فيا أكابر مجرميها فمكروا فيها فحق عليها القول