فاما معنى آمرنا فلا يكاد يعرف لأنه إنما يقال أمر القوم إذا كثروا وآمرهم الله أي أكثرهم ولا يعرف أمرهم الله ٢٥ - وقوله جل وعز من كان يريد العاجله فيه عجلنا له فيها ما نشاء العاجلة أي الدنيا عجلنا له فيها ما نشاء وتقرأ ما يشاء قال أبو جعفر والمعنيان واحد أي ما شاء الله ويجوز أن يكون ل من ٢٦ - وقوله جل وعز ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا أي مباعدا يقال دحره يدحره دحرا ودحورا إذا أبعده
ثم أخبر تعالى أنه يرزق المؤمن والكافر فقال كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك ٢٧ - وقوله جل ذكره وقضى ربك إلا تعبدوا إلا إياه روى مبارك عن الحسن قال قضى أمر ألا تعبدوا إلا إياه وروى سفيان عن الأعمش قال قرأ عبد الله بن مسعود ووصى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ٢٨ - ثم قال تعالى وبالوالدين إحسانا أي وأمر أن تحسنوا بالوالدين إحسانا ٢٩ - وقوله جل وعز فلا تقل لهما أف
روى عن مجاهد أنه قال لا تستقذرهما صلى كما كانا لا يستقذرانك والمعنى عن أهل اللغة لا تستثقلهما أنه ولا تغلظ عليهما في القول والناس يقولون لما يستثقلونه أف له وأصل هذا أن الإنسان إذا وقع عليه الغبار أو شئ يتأذى به نفخه فقال أف وقيل إن أف وسخ الأظفار وإن التف الشئ الحقير نحو وسخ الأذن والقول الأول أعرف ٣٠ - ثم قال جل وعز ولا تنهرهما أي لا تكلمهما بصياح ولا بضجر يقال نهره وانتهره بمعنى واحد
وبين هذا بقوله وقل لهما قولا كريما
٣١ - وقوله جل وعز واخفض لهما جناح الذل من الرحمة قرأ سعيد بن جبير ويحيى بن وثاب وعاصم الجحدري واخفض لهما جناح الذل من الرحمة بكسر الذال ومعنى الضم كن لهما بمنزلة الذليل المقهور إكراما وإعظاما وتبجيلا وروى هشام بن عروة عن أبيه وبعضهم يقول عن عائشة واخفض لهما جناح الذل من الرحمة هو أن يطيعهما ولا يمتنع من شئ أراداه وقال عطاء لا ترفع يدك عليهما وقال سعيد بن المسيب هو قول العبد المذنب للسيد الفظ الغليظ