ويقال ذل يذل ذلا وذلة ومذلة فهو ذاك وذليل ومعنى الذل بالكسر السمح عنهما يقال رجل ذليل بين الذل إذا كان سمحا لينا مواتيا وكذلك يقال دابة ذلول بين الذل إذا كان مواتيا ومنه وذللت قطوفها تذليلا ٣٢ - وقوله جل وعز ربكم أعلم بكم إن تكونوا صالحين فإنه كان
للأوابين غفورا روى شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير قال ألأوابون وهو الراجعون إلى الخير كما في قول الله إنه أواب قال أبو جعفر قرئ على الفريابي عن قتيبة قال حدثنا ابن
لهيعة عن أبي هبيرة عن حنش بن عبد الله عن ابن عباس انه قال الأواب الحفيظ الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها وروى سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير في قوله تعالى إنه كان للأوابين غفورا قال هم الذين يذكرون ذنوبهم في الخلا ثم يستغفرون الله وروى يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب الأواب الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب ثم يتوب قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة والأصل في هذا أنه يقال آب يئوب إذا رجع فهو آيب وأواب على التكثير
٣٣ - وقوله جل وعز وآت ذا القربى حقه قال عكرمة أي صلته التي تريد أن تصله بها ٣٤ - ثم قال تعالى والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا
روى حصين عن عكرمة عن ابن عباس قال التبذير النفقة في غير طاعة الله وكذلك روى عن عبد الله بن مسعود إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين معنى إخوان الشياطين أي في المعصية لما عصوا وعصا أولئك جمعتهم المعصية فسموا إخوانا وكلما جمعت شيئا إلى شئ فقد آخيت بينهما ومنه إخاء النبي له بين أصحابه ٣٥ - وقوله جل وعز وإما تعرضن عنهم ابتغاء رحمة من ربك ترجوها فقل لهم قولا ميسورا