قال أبو جعفر وهذه الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو من قفوت الشئ أي اتبعت أثره والمعنى لا تتبعن لسانك ما لم تعلمه فتتكلم بالحدس والظن وحكى الكسائي ولا تقف من القيافة وهو بمعنى الأول على القلب ٤٨ - وقوله جل وعز ولا تمش في الأرض مرحا أي متكبرا متبذخا ٤٩ - ثم قال جل وعز إنك لن تحرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا فيه لأهل اللغة قولان
أحدهما أن المعنى إنك لن تنقب الأرض والآخر لن تقطعها كلها قال أبو جعفر وهذا أبين كأنه مأخوذ من الخرق وهو الصحراء الواسعة ويقال فلان أخرق من فلان أي أكثر سفرا وغزوا منه
٥٠ - وقوله جل ثناؤه كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها ويقرأ سيئة عند ربك مكروها
وقيل الأول أبين لأنه قد تقدم قوله وآت ذا القربى حقه وأشياء حسنة وسيئة فقال كل ذلك كان سيئة عند ربك مكروها وأيضا فإنه لم يقل مكروهة ٥١ - ثم قال جل وعز ذلك مما اوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا أي مقصى مباعدا ومنه اللهم ادحر عنا الشيطان ٥٢ - ثم قال جل وعز أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا لأنهم قالوا الملائكة بنات الله تعالى الله
٥٣ - وقوله جل وعز قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا قال قتادة المعنى إذا لتقربوا إلى الله وقال سعيد بن جبير إذا لطلبوا إليه طريقا للوصول ليزيلوا ملكه جل وعز ٥٤ - وقوله جل وعز وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن
لا تفقهون تسبيحهم قيل تسبيحه لدلالته على قدرة الله وأنه خالقه وأكثر أهل التفسير منهم عكرمة على أن المعنى وإن من شئ فيه الروح إلا يسبح بحمده


الصفحة التالية
Icon