قال أبو جعفر وهذا القول أولى لأنه قال ولكن لا تفقهون تسبيحهم ٥٥ - وقوله جل وعز وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا فيه قولان أحدهما أن الحجاب الطبع على قلوبهم ودل على هذا وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه والقول الآخر أن الحجاب منع الله إياه منهم ٥٦ - ثم قال جل وعز وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا قال أبو الجوزاء الذكر قول لا إله إلا الله
٥٧ - ثم قال تعالى نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك وإذ هم نجوى أي ذوو نجوة أي سرار ثم بين ما يتناجون به فقال جل ثناءه إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا
في معناه قولان قال مجاهد أي مخدوعا وقال أبو عبيدة أي له سحر والسحر والسحر الرئة والمعنى عنده إن تتبعون إلا بشرا أي ليس بملك قال أبو جعفر والقول الأول أنسب بالمعنى وأعرف في كلام العرب لأنه يقال ما فلان إلا مسحور أي مخدوع كما قال تعالى إني لأظنك يا موسى مسحورا
أي مخدوعا قال الشاعر * أرانا موضعين لحتم غيب * ونسحر بالطعام وبالشراب * أي نعلل بهما فكأنهما نخدع ويبينه قوله تعالى انظر كيف ضربوا لك الأمثال وقال في موضع أخر ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ٥٨ - وقوله جل وعز وقالوا أئذا كنا عظاما ورفاتا قال مجاهد أي ترابا وهو قول الفراء وقال أبو عبيدة والكسائي يقال منه رفت رفتا أي حطم
٥٩ - ثم قال جل وعز إئنا أي لمبعوثون خلقا جديدا
أي مجددا ٦٠ - ثم قال جل وعز قل كونوا حجارة أو حديدا قال مجاهد أي ما شئتم فستعادون قال أبو جعفر وهذا قول حسن لأنهم لا يستطيعون أن يكونوا حجارة وإنما المعنى أنهم قد أقروا بخالقهم وأنكروا البعث فقيل لهم استشعروا أن تكونوا ما شئتم فلو كنتم حجارة أو حديدا لبعثتم كما خلقتم أول مرة ٦١ - ثم قال عز وجل أو خلقا مما يكبر في صدوركم أي يعظم قال ابن عمر ومجاهد وعكرمة وأبو صالح والضحاك في قوله