إن التطهير يزيل ما يعلق بالقلب الحى من غبار عارض، والأعراض التى تلحق المرء فى الحياة فتصدئ قلبه كثيرة ومطهراتها أكثر! وفى الحديث: " فتنة الرجل من أهله وماله وولده ونفسه وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ". أما أصحاب القلوب الميتة فالصلاة لا تجديهم فتيلا.. ولن يزالوا كذلك حتى تحيا قلوبهم أو يواريها الثرى.. * * * وقد رويت سنن، أن رسول الله ـ ﷺ ـ رأى فى هذه الرحلة صورا شتى لأجزية الصالحين والطالحين، وتناقلت كتب السيرة رواية هذه الصور الجليلة على أنها وقعت ليلة الإسراء و المعراج. والحق أن ذلك كان رؤيا منام فى ليلة أخرى من الليالى المعتادة كما ثبت ذلك فى الصحاح. قريش والإسراء فلما كانت صبيحة هذه الليلة المشهودة حدث رسول الله الناس بما تم له وما شهد من آيات ربه الكبرى. والذين كذبوا أن يقع وحى على الأرض، أتراهم يصدقون به فى السماء؟ لقد طاروا يجمع بعضهم بعضا ليسمع هذه الأعجوبة فيزداد إنكارا لرسالة محمد ـ ﷺ ـ وريبة من أمره. وتحداه بعضهم أن يصف بيت المقدس، إن كان رآه هذه الليلة حقا؟


الصفحة التالية
Icon