فقال فيه : وذلك قبل الوحي إليه، ولا خلاف بين المحدثين أن هذا وهم من شريك، و﴿ المسجد الأقصا ﴾، مسجد بيت المقدس، وسماه ﴿ الأقصى ﴾ أي في ذلك الوقت كان أقصى بيوت الله الفاضلة من الكعبة، ويحتمل أن يريد ب ﴿ الأقصا ﴾ البعيد دون مفاضلة بينه وبين سواه، ويكون المقصد إظهار العجب في الإسراء إلى هذا البعد في ليلة.
و" البركة حوله " هي من جهتين، إحداهما النبوءة والشرائع والرسل الذين كانوا في ذلك القطر وفي نواحيه وبواديه، والأخرى النعم من الأشجار والمياه والأرض المفيدة التي خص الله الشام بها، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال :" إن الله بارك فيما بين العريش إلى الفرات وخص فلسطين بالتقديس " وقوله :﴿ لنريه من آياتنا ﴾ يريد لنري محمداً بعينه آياتنا في السماوات والملائكة والجنة والسدرة وغير ذلك مما رآه تلك الليلة من العجائب، ويحتمل أن يريد لنري محمداً للناس آية، أي يكون النبي ﷺ آية في أن يصنع الله ببشر هذا الصنع وتكون الرؤية على هذا رؤية قلب، ولا خلاف أن في هذا الإسراء فرضت الصلوات الخمس على هذه الأمة. وقوله :﴿ إنه هو السميع البصير ﴾ وعيد من الله للكفار تكذيبهم محمداً في أمر الإسراء، فهي إشارة لطيفة بليغة إلى ذلك أي ﴿ هو السميع ﴾ لما تقولون ﴿ البصير ﴾ بأفعالكم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon