وقال صاحب روح البيان :
﴿سُبْحَانَ﴾ اسم بمعنى التسبيح الذي هو التنزيه ومتضمن معنى التعجب وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره تقديره اسبح الله عن صفات المخلوقين سبحاناً بمعنى تسبيحاً ثم نزل منزلة الفعل فناب منابه كقولهم معاذ الله وغفرانك غير ذلك.
وقيل هو مصدر كغفران بمعنى التنزه وتصدير الكلام به للتنزيه عن العجز عما ذكره بعده وهو لا ينافي التعجب.
قال في "التأويلات النجمية" : كلمة سبحان للتعجب بها يشير إلى أعجب أمر من أموره تعالى جرى بينه وبين حبيبه.
وفي "الأسئلة الحكم" أما اقتران الإسراء بالتسبيح ليتقي بذلك ذو العقل وصاحب الوهم ومن يحكم عليه خياله من أهل التشبيه والتجسيم مما يخيله في حق الخالق من الجهة والجسد والحد والمكان.
وإنما تعجب بعروجه دون نزوله عليه السلام لأنه لما عرج كان مقصده الحق تعالى ولما نزل كان مقصد الخلق والمقصود من التعجب التعجب بعروجه.
وأيضاً أن عروجه أعجب من نزوله لأن عروج الكثيف إلى العلو من العجائب ﴿الَّذِى أَسْرَى بِعَبْدِهِ﴾.
الإسراء السير بالليل خاصة كالسرى يقال اسري وسري أي : سار ليلاً ومنه السرية لواحدة السرايا لأنها تسري في خفية وأسرى به أي : سيره ليلاً.
قال النضر : سقط السؤال والاعتراضات على المعراج بقوله : أسرى دون سار ونظيره قوله عليه السلام :"حبب إلى من دنياكم ثلاث" حيث لم يقل أحببت.