﴿لَيْلا﴾ نصب على الظرف وهو تأكيد إذ الإسراء في لسان العرب لا يكون إلا ليلاً حتى لا يتخيل أنه كان نهاراً ولا يظن أنه حصل بروحه أو لإفادة تقليل مدة الإسراء في جزء من الليل لما في التنكير من الدلالة على البعضية من حيث الإفراد فإن قولك سرت ليلاً كما يفيد بعضية زمان سيرك من الليالي يفيد بعضيته من فرد واحد منها بخلاف ما إذا قلت : سرت الليل فإنه يفيد استيعاب السير له جميعاً فيكون معياراً للسير لا ظرفاً له وهي ليلة سبع وعشرين من رجب ليلة الإثنين وعليه عمل الناس قالوا : إنه عليه السلام ولد يوم الاثنين وبعث يوم الاثنين وأسري به ليلة الاثنين وخرج من مكة يوم الاثنين ودخل المدينة يوم الاثنين ومات يوم الاثنين ولعل سره أن يوم الاثنين إشارة إلى التعين الثاني الذي هو مبدأ الفياضية ونظيره الباء كما أن الباء من الحروف الهجائية له التعين الثاني فكذا يوم الاثنين فكان الألف ويوم الأحد بمنزلة تعين الذات والباء ويوم الاثنين أي : تعينهما بمنزلة تعين الصفات فافهم وفي وصف هذه الليلة،
فإن قلت فلِمَ جُعِل المعراج ليلاً ولم يجعل نهاراً؟ حتى يكون إشكال وطعن.
قلت : ليظهر تصديق من صدق وتكذيب من كذب.


الصفحة التالية
Icon