وأيضاً أن الليل محل الخلوة بالحبيب فالليل حظ الفراش والوصال والنهار حظ اللباس والفراق والليل مظهر البطون والنهار مظهر الظهور والليل راحة والراحة من الجنة والنهار تعب والتعب من النار وكان الإسراء قبل الهجرة بسنة، يعني :(درسال دوازدهم از مبعث بوده) ﴿مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾ أصح الروايات على أن الإسراء كان من بيت أم هانىء بنت أبي طالب وكان بيتها من الحرم والحرم كله مسجد.
قالوا حدود الحرم من جهة المدينة على ثلاثة أميال ومن طريق العراق على سبعة أميال ومن طريق الجعرانة على تسعة أميال ومن طريق الطائف على سبعة أميال ومن طريق جدة على عشرة أميال والمواقيت الخمسة التي وقتها النبي صلى الله عليه وسلّم وعينها للإحرام فناء للحرم وهو فناء للمسجد الحرام وهو فناء للبيت شرفه الله تعالى فالبيت إشارة إلى الذات الإلهية والمسجد الحرام إلى الصفات والحرم إلى الأفعال وخارج المواقيت إلى الآثار ومن قصد مكة سواء كان للزيارة وغيرها لا يحل له التجاوز من هذه الأفنية غير محرم تعظيماً لها وقس عليه دخول المساجد وحضور المشايخ أصحاب القلوب للصلاة والزيارة فإنه لا بد من أدب الظاهر والباطن في كل منهما.
ـ ذكروا ـ أن الحجر الأسود أخرج من الجنة وله ضوء فكل موضع بلغ ضوءه كان حرماً.
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ لما أهبط آدم إلى الأرض خر ساجداً معتذراً فأرسل الله تعالى جبريل بعد أربعين سنة يعلمه بقبول توبته فشكا إلى الله تعالى ما فاته من الطواف بالعرش فأهبط الله له البيت المعمور وكان ياقوتة حمراء فأضاء ما بين المشرق والمغرب فنفرت من ذلك النور الجن والشياطين وفزعوا وتفرقوا في الجو ينظرونه فلما رأوه أي : النور من جانب مكة أقبلوا يريدون الاقتراب إليه فأرسل الله تعالى ملائكته فقاموا حوالي الحرم في مكان الاعلام اليوم ومنعوهم فمن ثمة تسمى الحرم بالحرم.


الصفحة التالية
Icon