وفيه إشارة إلى فضل زمزم على المياه كلها جنانية أو غيرها ثم جاء بطست من ذهب ممتلىء إيماناً وحكمة فافرغ فيه لأن المعاني تمثل بالأجسام كالعلم بصورة اللبن ووضعت فيه السكنة ثم أعاد القلب إلى مكانه والتأم صدره الشريف فكانوا يرون أثراً كأثر المخيط في صدره وهو أثر مرور يد جبريل.
ووقع له عليه السلام شق الصدر ثلاث مرات :
والمرة الأولى : حين كان في بني سعد وهو ابن خمس سنين على ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما وأخرج في هذه المرة العلقة السوداء من القلب التي هي حظ الشيطان ومحل غمزه أي : محل ما يلقيه من الأمور التي لا تنبغي فلم يكن
للشيطان في قلب النبي عليه السلام حظ وكذا لم يكن لقلبه الطاهر ميل إلى لعب الصبيان ونحوه وهو مما اختص به دون الأنبياء عليهم السلام إذ لم يكن لهم شرح الصدر على هذا الأسلوب وللورثة الكمل حظ من هذا المعنى فإنه يخرج من بعضهم الدم الأسود بالقيىء في حال اليقظة ومن بعضهم حال الفناء والانسلاخ والأول أتم لأنه يزول القلب بالكلية فينشط للعبادات كالعادات وجاء جبريل في هذه المرة بخاتم من نور يحار الناظرون دونه فختم به قلبه عليه السلام لحفظ ما فيه وختم أيضاً بين كتفيه بخاتم النبوة أي الذي هو علامة على النبوة وكان حوله خيلان فيها شعرات سود مائلة إلى الحضرة وكان كالتفاحة أو كبيض الحمامة أو كزر الحجلة وهو طائر على قدر الحمامة كالقطاة أحمر المنقار والرجلين ويسمى دجاج البر وزرها بيضتها.
قال الترمذي والصواب حجلة السرير واحدة الحجال وزرها الذي يدخل في عروتها كما في حياة الحيوان} مكتوب عليه "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أو "محمد نبي أمين" أو غير ذلك.
والتوفيق بين الروايات بتنوع الحظوظ بحسب الحالات والتجليات أو بالنسبة إلى أنظار الناظرين.


الصفحة التالية
Icon