وعن أنس رضي الله عنه رفعه "لما عرج بي إلى السماء بكت الأرض من بعدي فنبت الأصفر من نباتها فلما رجعت قطر عرقي على الأرض فنبت ورد أحمر ألا من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الأحمر".
قال أبو الفرج النهرواني : هذا الخبر يسير من كثير مما أكرم الله تعالى به نبيه عليه السلام ودل على فضله ورفيع منزلته كما في "المقاصد الحسنة".
يقول الفقير : هذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا ورد أحمر وأبيض وأصفر إذ ذلك من باب الكرامة ونظير ذلك أن حواء عليها السلام حين أهبطت إلى الأرض بكت فما وقع من قطرات دموعها في البحر صار لؤلؤاً وهذا لا يستلزم أن لا يكون قبل هذا در في البحر وقس عليه الملح فإن إبراهيم عليه السلام أتى بكف من كافور الجنة فذراه فحيثما وقع ذرة منه في أطراف العالم انقلب مملحة وكان قبل هذا ملح لكن لا بهذه المثابة.
قال عليه السلام :"فركبتها" :
قال صاحب المنتقى : الظاهر عندي أنه لم يركب لأنه عليه السلام مخصوص بشرف الإسراء فانطلق البراق يهوي به يضع حافره حيث أدرك طرفه حتى بلغ أرضاً فقال له جبريل : انزل فصل ههنا ففعل ثم ركب فقال له جبريل : أتدري أين صليت؟ قال :"لا" قال : صليت بمدين وهي قرية تلقاء غزة عند شجرة موسى سميت باسم مدين بن موسى لما نزلها فانطلق البراق يهوي به فقال له جبريل : انزل فصل ففعل ثم ركب فقال له : أتدري أين صليت؟ قال :"لا" قال : صليت ببيت لحم وهي قرية تلقاء بيت المقدس حيث ولد عيسى عليه السلام وبينا هو صلى الله عليه وسلّم على البراق إذ رأى عفريتاً من الجن يطلبه بشعلة من نار


الصفحة التالية
Icon