وحقيقة السجود طأطأة الجسد أو إِيقاعه على الأرض بقصد التعظيم لمشاهَد بالعيان كالسجود للملك والسيد والسجود للكواكب، قال تعالى :﴿وخروا له سجَّداً﴾ [ يوسف : ١٠٠ ]، وقال ﴿لا تسجدوا للشمس ولا للقمر﴾ [ فصلت : ٣٧ ] وقال الأعشى :
فلما أتانا بُعَيْد الكرى...
سجَدْنا له وخلَعْنَا العِمارا
وقال أيضاً :
يراوح من صلوات الملي...
ك طوراً سُجوداً وطوراً جؤاراً
أو لمشاهد بالتخيل والاستحضار وهو السجود لله، قال تعالى :﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾ [ النجم : ٦٢ ].
والسجود ركن من أركان الصلاة في الإسلام.
وأما سجود الملائكة فهو تمثيل لحالة فيهم تدل على تعظيم، وقد جمع معانيه قوله تعالى :﴿ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون﴾ [ النحل : ٤٩ ].
فكان السجود أول تحية تلقاها البشر عند خلق العالم.
وقد عرف السجود منذ أقدم عصور التاريخ فقد وجد عى الآثار الكلدانية منذ القرن التاسع عشر قبل المسيح صورة حمورابي ملك كلدية راكعاً أمام الشمس، ووجدت على الآثار المصرية صور أسرى الحرب سجداً لفرعون، وهيآت السجود تختلف باختلاف العوائد.
وهيئة سجود الصلاة مختلفة باختلاف الأديان.
والسجود في صلاة الإسلام الخُرور على الأرض بالجبهة واليدين والرجلين.
وتعدية ﴿اسجدوا﴾ لاسم آدم باللام دال على أنهم كلفوا بالسجود لذاته وهو أصل دلالة لام التعليل إذا علق بمادة السجود مثل قوله تعالى :﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾ [ النجم : ٦٢ ] وقوله :﴿لا تسجدوا للشمس ولا للقمر﴾ [ فصلت : ٣٧ ] ولا يعكر عليه أن السجود في الإسلام لغير الله محرم لأن هذا شرع جديد نسخ ما كان في الشرائع الأخرى ولأن سجود الملائكة من عمل العالم الأعلى وليس ذلك بداخل تحت تكاليف أهل الأرض فلا طائل تحت إطالة البحث في أن آدم مسجود له أو هو قبلة للساجدين كالكعبة للمسلمين، ولا حاجة إلى التكلف بجعل اللام بمعنى إلى مثلها في قول حسان :