بحث نفيس
هل الجنة التي أسكنها آدم - عليه السلام - كانت سماوية أو أرضية ؟
قال ابن جزي (١) :[ اسكن أنت وزوجك الجنة ]
الجنة : هي جنة الخلد عند الجماعة، وعند أهل السنة، خلافاً لمن قال هي غيرها. أ هـ ﴿التسهيل حـ١ - صـ ٤٤﴾
وقال ابن عطية : وذهب من لم يجعلها جنة الخلد إلى أن من دخل جنة الخلد لا يخرج منها، وهذا لا يمتنع إلا أن السمع ورد أن من دخلها مثاباً لا يخرج منها، وأما من دخلها إبتداءًا كآدم فغير مستحيل، ولا ورد سمع بأنه لا يخرج منها. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ١ - صـ ٤٤﴾
وقال الإمام ابن القيم - في مفتاح دار السعادة حـ ١ ص ٢٨ بعدما ذكر أدلة الفريقين رد على أدلة من قال إنها جنة أرضية فقال ما ملخصه :
وأما قولكم إن إبليس كيف وسوس لآدم بعد إهباطه من الجنة، ومحال أن يصعد إليها بعد قوله تعالى :[ اهبطا ] فجوابه من وجوه : أحدها أن أخرج منها ومنع من دخولها على وجه السكنى والكرامة، واتخاذها داراً فمن أين لكم أنه منع من دخولها على وجه الابتلاء والامتحان لآدم وزوجه، ويكون هذا دخولاً عارضاً (١).
وأجاب عن قولهم أن الجنة تطلق على البستان كما تطلق على جنة الخلد. فقال : وما إن أريد به جنة غيرها فإنها تجئ منكرة كقوله [ جنتين من أعناب ] (الكهف : ٣٢) أو مقيدة بالإضافة كقوله [ ولولا إذ دخلت جنتك ] (الكهف : ٣٩) أو مقيدة من السياق بما يدل على أنها في الأرض بما يدل على أنها جنة في الأرض كقوله [ إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ] (القلم : ١٧) فهذا السياق والتقييد يدل على أنها بستان في الأرض (٢). أ هـ ﴿مفتاح دار السعادة حـ ١ - صـ ٢٧ - ٢٨﴾. بتصرف يسير

_____
ظاهر القرآن يدل على أنها جنة سماوية، ويدل على ذلك كثير من الأدلة منها الدنيا لا تعرف جنة بهذه الأوصاف " إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى ".


الصفحة التالية
Icon