والرابع : أنه أكل منها على جهة التأويل، فصار عاصياً بإغفال الدليل، لأن الأنبياء لا يجوز أن تقع منهم الكبائر، ولقوله تعالى في إبليس :﴿فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ﴾ [ الأعراف : ٢٢ ] وهو ما صرفهما إليه من التأويل.
واختلف من قال بهذا في تأويله الذي استجاز به الأكل، على ثلاثةِ أقاويلَ :
أحدها : أنه تأويل على جهةِ التنزيه دون التحريم.
والثاني : أنه تأويل النهي عن عين الشجرة دون جنسها، وأنه إذا أكل من غيرها من الجنسِ لم يعصِ.
والثالث : أن التأويل ما حكاه الله تعالى عن إبليس في قوله :﴿مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ﴾ [ الأعراف : ٢٣ ]. أ هـ ﴿النكت والعيون حـ ١ صـ ١٠٤ ـ ١٠٦﴾
من فوائد ابن عرفة فى الآية
قال رحمه الله :
قوله تعالى :﴿وَقُلْنَا يَآ ءَادَمُ اسكن أَنتَ وَزَوْجُكَ...﴾.
قال ابن عرفة :( الجمع ) من قوله تعالى، وزيادة " قلنا " في بعض الآيات تنبيها على تشريف القول وتعظيمه والاهتمام به.
فرد عليه بقوله تعالى :﴿وَقُلْنَا لَهُمُ ادخلوا الباب سُجَّداً﴾ ﴿قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ﴾ والتعظيم للقول لا للمفعول له، ففيه تهويل وتفخيم لذلك الأمر.
والسكنى لا تفيد التأبيد.
قال في المدونة في أواخر كتاب الهبات : ومن قال لرجل : داري هذه لك صدقة سكنى فإنما له السكنى فقط دون رقبتها، وأما إن قال هذه الدار لك ولعقبك سكناها فإنها ترجع إليه ملكا بعد اتقراضهم.
فإن مات فأولى الناس به يوم مات وإلى ورثتهم لأنهم هم ورثته.
قال ابن عطية : اختلف ( مَتَى ) خلقت حواء من ضلع آدم ؟ ثم قال : عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سألوه لم سميت حواء ؟ قال : لأنها خلقت من حي.


الصفحة التالية
Icon