وقال ابن عطية :
قوله ﴿ إن أحسنتم ﴾.
والمعنى أنكم بعملكم تؤخذون لا يكون ذلك ظلماً ولا تسرعاً إليكم، و﴿ وعد الآخرة ﴾ معناه من المرتين المذكورتين، وقوله ﴿ ليسوءوا ﴾ اللام لام أمر، وقيل المعنى بعثناهم ﴿ ليسوءوا ﴾ فهي لام كي كلها، والضمير للعباد " أولي البأس الشديد "، وقرأ الجمهور :" ليسوءوا " بالياء جمع همزة وبين واوين، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وابن عامر " ليسوءَ " بالياء وهمزة مفتوحة على الإفراد، وقرأ الكسائي، وهي مروية عن علي بن أبي طالب " لنسوء " بنون العظمة، وقرأ أبي بن كعب " لنسوءن " بنون خفيفة، وهي لام الأمر، وقرأ علي بن أبي طالب " ليسوءن "، وهي لام القسم والفاعل الله عز وجل، وفي مصحف أبي بن كعب " ليُسيء " بياء مضمومة بغير واو، وفي مصحف أنس " ليسوء وجهكم " على الإفراد، وخص ذكر " الوجوه " لأنها المواضيع الدالة على ما بالإنسان من خير أو شر، و﴿ المسجد ﴾ مسجد بيت المقدس، و" تبر " معناه أفسد بقسم وركوب رأس، وقوله ﴿ ما علوا ﴾ أي ما غلبوا عليه من الأقطار وملكوه من البلاد، وقيل ﴿ ما ﴾ ظرفية والمعنى مدة علوهم وغلبتهم على البلاد، و" تبر " معناه رد الشيء فتاتاً كتبر الذهب والحديد، ونحوه وهو مفتتة.
﴿ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيرًا (٨) ﴾


الصفحة التالية
Icon