يقول الله عز وجل لبقية بني إسرائيل ﴿ عسى ربكم ﴾ إن أطعتم في أنفسكم واستقمتم ﴿ أن يرحمكم ﴾، و﴿ عسى ﴾ ترجّ في حقهم وهذه العدة ليست برجوع دولة وإنما هي بأن يرحم المطيع منهم، وكان من الطاعة اتباعهم لعيسى ومحمد فلم يفعلوا وعادوا إلى الكفر والمعصية، فعاد عقاب الله فضرب عليهم الذل وقتلهم وأذلهم بيد كل أمة، وهنا قال ابن عباس سلط عليهم ثلاثة ملوك، و" الحصير " فعيل من الحصر فهو بمعنى السجن أي يحصرهم، وبنحو هذا فسر مجاهد، وقتادة وغيرهما، ويقال " الحصير " أيضاً من الحصر للملك ومنه قول لبيد :[ الكامل ]
ومقامة غلب الرقاب كأنهم... جن لدى باب الحصير قيام
ويقال لجنى الإنسان الحصيران لأنهما يحصرانه ومنه قول الطرماح :[ الطويل ]
قليلاً تتلى حاجة ثم غولبت... على كل معروش الحصيرين بادن
وقال الحسن البصري في الآية : أراد ما يفترش ويبسط كالحصير المعروف عن الناس.
قال القاضي أبو محمد : وذلك الحصير أيضاً هو مأخوذ، من الحصر. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon