وقال القرطبى :
قوله تعالى :﴿ إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ ﴾
أي نفع إحسانكم عائد عليكم.
﴿ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ أي فعليها ؛ نحو سلام لك، أي سلام عليك.
قال :
فخَرّ صريعاً لليدين وللفمِ...
أي على اليدين وعلى الفم.
وقال الطبري : اللام بمعنى إلى، يعني وإن أسأتم فإليها، أي فإليها ترجع الإساءة ؛ كقوله تعالى :﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أوحى لَهَا ﴾ [ الزلزلة : ٥ ] أي إليها.
وقيل : فلها الجزاء والعقاب.
وقال الحسين بن الفضل : فلها رَبٌّ يغفر الإساءة.
ثم يحتمل أن يكون هذا خطاباً لبني إسرائيل في أول الأمر ؛ أي أسأتم فحلّ بكم القتل والسَّبْيُ والتخريب ثم أحسنتم فعاد إليكم الملك والعُلُوّ وانتظام الحال.
ويحتمل أنه خوطب بهذا بنو إسرائيل في زمن محمد ﷺ ؛ أي عرفتم استحقاق أسلافكم للعقوبة على العصيان فارتقبوا مثله.
أو يكون خطاباً لمشركي قريش على هذا الوجه.
﴿ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ الآخرة ﴾ من إفسادكم ؛ وذلك أنهم قتلوا في المرة الثانية يحيى بن زكريا عليهما السلام، قتله مَلِكٌ من بني إسرائيل يقال له لاخت ؛ قاله القُتَبِيّ.
وقال الطبري : اسمه هيردوس، ذكره في التاريخ ؛ حمله على قتله امرأة اسمها أزبيل.


الصفحة التالية
Icon