﴿ فَإِذَا جَاء وَعْدُ ﴾ المرة ﴿ الآخرة ﴾ من مرتى إفسادكم ﴿ لَيسُوءا ﴾ متعلق بفعل حذف لدلالة ما سبق عليه وهو جواب إذا أي بعثناهم ليسوؤا ﴿ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ ﴾ أي ليجعل العباد المبعوثون آثار المساءة والكآبة بادية في وجوهكم فإن الأعراض النفسانية تظهر فيها فيظهر بالفرح النضارة والإشراق وبالحزن والخوف الكلوح والسواد فالوجوه على حقيقتها، قيل ويحتمل أن يعبر بالوجه عن الجملة فإنهم ساؤهم بالقتل والنهب والسبي فحصلت الإساءة للذوات كلها ويؤيده قوله تعالى :﴿ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا ﴾ ويحتمل أن يراد بالوجوه ساداتهم وكبراؤهم اه وهو كما ترى.
واختير هذا على ليسوؤكم مع أنه أخصر وأظهر إشارة إلى أنه جمع عليه ألم النفس والبدن المدلول عليه بقوله تعالى :﴿ وَلِيُتَبّرُواْ ﴾ الخ، وقيل :﴿ فَإِذَا جَاء ﴾ هنا مع كونه من تفصيل المجمل في قوله سبحانه :
﴿ لَتُفْسِدُنَّ فِى الأرض مَرَّتَيْنِ ﴾ [ الإسراء : ٤ ] فالظاهر فإذا جغاء وإذا جاء للدلالة على أن مجيء وعد عقاب المرة الآخرة لم يتراخ عن كثرتهم واجتماعهم دلالة عل شدة شكيمتهم في كفران النعم وإنهم كلما ازدادوا عدة وعدة زادوا عدواناً وعزة إلى أن تكاملت أسباب الثروة والكثرة فاجأهم الله عز وجل على الغرة نعوذ بالله سبحانه من مباغتة عذابه.
وقرأ أبو بكر.
وابن عامر.
وحمزة ﴿ ليسؤ ﴾ على التوحيد والضمير لله تعالى أو للوعد أو للبعث المدلول عليه بالجزاء المحذوف، والإسناد مجازي على الأخيرين وحقيقي على الأول، ويؤيده قراءة علي كرم الله تعالى وجهه.
وزيد بن علي.


الصفحة التالية
Icon