فقال الملك : الله اكبر وأخرج يده من تحت الحجاب فأحتملني حتّى وضعني بين يديه فلم أزل كذلك من حجاب إلى حجاب حتّى جاوزوا بي سبعين حجاباً غلظ كل حجاب مسيرة خمسمائة عام وما بين الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثمّ دلّى لي رفرف أخضر يغلب ضوءه ضوء الشمس فألتمع بصري ووضعت على ذلك الرفرف ثمّ إحتملني حتّى وصلني إلى العرش فلما رأيت العرش إتضح كل شيء عند العرش فقربني الله إلى سند العرش وتدلى لي قطرة من العرش فوقف على لساني فماذاق الذائقون شيئاً قط أحلى منها فأنباني الله عزّ وجلّ بها نبأ الأولين والآخرين وأطلق الله لساني بعد ما كلّ من هيبة الرحمن، فقلت : التحيات لله والصلوات الطيبات. فقال الله تعالى : سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، فقلت : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فقال : يا محمّد هل تعلم فيم اختصم الملأ الأعلى؟ فقلت : أنت أعلم يارب بذلك وبكل شيء وأنت علام الغيوب. قال : اختلفوا في الدرجات والحسنات، فهل تدري يا محمّد ما الدرجات وما الحسنات؟ قلت : أنت أعلم يارب. قال : الدرجات إسباغ الوضوء في المكروهات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإنتظار الصلوات بعد الصلاة والحسنات إفشاء السلم وإطعام الطعام والتهجد بالليل والناس نيام ثمّ قال : يا محمّد آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه؟ قلت : نعم أي رب. قال : ومن؟
قلت : والمؤمنين ﴿ كُلٌّ آمَنَ بالله وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾ [ البقرة : ٢٨٥ ] كما فرقت اليهود والنصارى. فقال : ماذا قالوا؟
قلت : قالوا : سمعنا قولك وأطعنا أمرك. قال : صدقت فسل تعط. قال : فقلت :﴿ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ المصير ﴾ [ البقرة : ٢٨٥ ] قال : قد غفرت لك ولأمتك سل تعطه؟


الصفحة التالية
Icon