و ﴿ قل ﴾ خطاب للرسول ( ﷺ )، وهو أمر، ومعمول القول محذوف تقديره قولوا ﴿ التي هي أحسن ﴾ وانجزم ﴿ يقولوا ﴾ على أنه جواب للأمر الذي هو قل قاله الأخفش، وهو صحيح المعنى على تقدير أن يكون عبادي يراد به المؤمنون لأنهم لمسارعتهم لامتثال أمر الله تعالى بنفس ما يقول لهم ذلك قالوا ﴿ التي هي أحسن ﴾.
وعن سيبويه إنه انجزم على جواب لشرط محذوف، أي إن يقل لهم ﴿ يقولوا ﴾ فيكون في قوله حذف معمول القول وحذف الشرط الذي ﴿ يقولوا ﴾ جوابه.
وقال المبرد : انجزم جواباً للأمر الذي هو معمول ﴿ قل ﴾ أي قولوا ﴿ التي هي أحسن ﴾ ﴿ يقولوا ﴾.
وقيل معمول ﴿ قل ﴾ مذكور لا محذوف وهو ﴿ يقولوا ﴾ على تقدير لام الأمر وهو مجزوم بها قاله الزجّاج.
وقيل :﴿ يقولوا ﴾ مبني وهو مضارع حل محل المبني الذي هو فعل الأمر فبني، والمعنى ﴿ قل لعبادي ﴾ قولوا قاله المازني، وهذه الأقوال جرت في قوله ﴿ قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة ﴾ وترجيح ما ينبغي أن يرجح مذكور في علم النحو.
و﴿ التي هي أحسن ﴾ قالت فرقة منهم ابن عباس هي قول لا إله إلاّ الله.
قال ابن عطية : ويلزم على هذا أن يكون قوله ﴿ لعبادي ﴾ يريد به جميع الخلق لأن جميعهم مدعو إلى لا إله إلاّ الله.
ويجيء قوله بعد ذلك ﴿ إن الشيطان ينزغ بينهم ﴾ غير مناسب للمعنى إلاّ على تكبره بأن يجعل بينهم بمعنى خلالهم وأثناءهم ويجعل النزغ بمعنى الوسوسة والإملال.
وقال الحسن يرحمك الله يغفر الله لك، وعنه أيضاً الأمر بامتثال الأوامر واجتناب المناهي.
وقيل القول للمؤمن يرحمك الله وللكافر هداك الله.
وقال الجمهور : وهي المحاورة الحسنى بحسب معنى معنى.
وقال الزمخشري : فسر ﴿ التي هي أحسن ﴾ بقوله :﴿ ربكم أعلم بكم إن يشأ يرحمكم أو إن يشأ يعذبكم ﴾ يعني يقول لهم هذه الكلمة ونحوها ولا تقولوا لهم أنكم من أهل النار وأنكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر.


الصفحة التالية
Icon