قال في "الكشف" أنه على هذين القولين الكلمة التي هي أحسن نحو يهديكم الله تعالى وليست مفسرة ب ﴿ ربكم أعلم بكم ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] وقوله سبحانه :﴿ إِنَّ الشيطان يَنزَغُ ﴾ [ الإسراء : ٥٣ ] تعليل للأمر بالاحتمال بأن المخاشنة من فعل الشيطان والخطاب في قوله تعالى :﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] للمؤمنين وفيه حث على المداراة أي فداروهم لأن ربكم أعلم بكم وبما يصلح لكم من أوامر إن يشأ يرحمكم بالملاينة والتراحم لأنه سبب السلامة عن أذى الكفار أو أن يشأ يعذبكم بمخاشنتكم في غير إبانها وما أرسلناك عليهم وكيلاً فهؤلاء المؤمنون وهم أتباعك أولى وأولى بأن لا يكونوا وكيلاً عليهم ثم قال والأول أوفق لتأليف النظم وفي إفادة ﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] الحث على ما قرر تكلف ما اه، وقيل : المراد من عبادي الكفار وحيث كان المقصود من الآيات الدعوة لا يبعد أن يعبر عنهم بذلك ليصير سبباً لجذب قلوبهم وميل طباعهم إلى قبول الدين الحق فكأنه قيل قل يا محمد لعبادي الذين أقروا بكونهم عباداً لي يقولوا التي هي أحسن وهي الكلمة الحقة الدالة على التوحيد وإثبات القدرة على البعث وعرفهم أنه لا ينبغي لهم أن يصروا على المذهب الباطل تعصباً للأسلاف فإن ذلك من الشيطان وهو للإنسان عدو مبين فلا ينبغي أن يلتفت إلى قوله، والمراد من الأمر بالقول الأمر باعتقاد ذلك وذكر القول لما أنه دليل الاعتقاد ظاهراً ثم قال لهم سبحانه :﴿ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ ﴾ بالهداية ﴿ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذّبْكُمْ ﴾ بالإماتة على الكفر إلا أن تلك المشيئة غائبة عنكم فاجتهدوا أنتم في طلب الدين الحق ولا تصروا على الباطل لئلا تصيروا محرومين عن السعادات الأبدية والخيرات السرمدية، ثم قال سبحانه :﴿ وَمَا أرسلناك عَلَيْهِمْ وَكِيلاً ﴾ [ الإسراء : ٥٤ ] أي لا تشدد الأمر عليهم ولا تغلظ لهم بالقول،