وقال ابن عطية :
﴿ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (٥٦) ﴾
الذين أمر رسول الله ﷺ أن يقول لهم في هذه الآية، ليسوا عبدة الأصنام، وإنما هم عبدة من يعقل، واختلف في ذلك. فقال ابن عباس : هي في عبدة العزير والمسيح وأمه ونحوهم، وقال ابن عباس أيضاً، وابن مسعود : هي في عبدة الملائكة، وقال ابن مسعود أيضاً : هي في عبدة شياطين كانوا في عهد رسول الله ﷺ، فأسلم أولئك الشياطين، وعبدتهم بقوا يعبدونهم فنزلت الآية في ذلك.
وقال ابن عباس أيضاً : هي في عبدة الشمس والقمر والكواكب وعزير والمسيح وأمه، وأي ذلك كان، فمعنى الآية : قل لهؤلاء الكفرة ﴿ ادعوا ﴾ عند الشدائد، و﴿ الضر ﴾ هؤلاء المعبودين، فإنهم لا يملكون كشفه ولا تحويله عنكم، ثم أخبرهم على قراءة ابن مسعود وقتادة " تدعون " بالتاء، أو أخبر النبي عليه السلام على قراءة الجمهور، " يدعون " بالياء من تحت، أن هؤلاء المعبودين، يطلبون التقرب إلى الله والتزلف إليه وأن هذه حقيقة حالهم، وقرأ ابن مسعود " إلى ربك "، والضمير في ﴿ ربهم ﴾ للمتبعين أو للجميع، و﴿ الوسيلة ﴾، هي القربة، وسبب الوصول إلى البغية، وتوسل الرجل : إذا طلب الدنو والنيل لأمر ما، وقال عنترة :