عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال : القاصف من الريح الريح التي تغرق، وقيل : الريح المهلكة في البر حاصب والريح المهلكة في البحر قاصف والعاصف كالقاصف كما روى عن عبد الله بن عمرو، وفي رواية عن ابن عباس تفسير القاصف بالعاصف، وقرأ أبو جعفر ﴿ مِنْ الرياح ﴾ بالجمع ﴿ فَيُغْرِقَكُم ﴾ الله سبحانه بواسطة ما ينال فلككم م القاصف، وقرأ أبو جعفر ﴿ فتغرقكم ﴾ بتلتاء ثالثة الحروف على أن الفعل مسند إلى الريح، والحسن.
وأبو بجار ﴿ الريح فَيُغْرِقَكُم ﴾ بالياء آخر الحروف وفتح الغين وشد الراء، وفي رواية عن أبي جعفر كذلك إلا أنه بالتاء لا الياء، وقرأ حميد بالنون وإسكان الغين وإدغام القاف في الكاف ورويت عن أبي عمرو.
وابن محيصن ﴿ بِمَا كَفَرْتُمْ ﴾ أي بسبب كفركم السابق وهو إعراضهم عند الانجاء في المرة الأولى، وقيل : بسبب كفركم الذي هو دأبكم ﴿ ثُمَّ لاَ تَجِدُواْ لَكُمْ عَلَيْنَا بِهِ تَبِيعًا ﴾ أي نصيراً كما روى عن ابن عباس أو ثائراً يطلبنا بما فعلنا انتصاراً منا أو دركاً للثار من جهتنا فهو كقوله تعالى :﴿ فَسَوَّاهَا وَلاَ يَخَافُ عقباها ﴾ [ الشمس : ١٤، ١٥ ] كما روى عن مجاهد، وضمير ﴿ بِهِ ﴾ قيل للإرسال، وقيل : للإغراق، وقيل : لهما باعتبار ما وقع ونحوه كما أشير إليه وكأنه سبحانه لما جعل الغرق بين الإعادة إلى البحر انتقاماً في مقابلة الكفر عقبه تعالى بنفي وجدان التبيع فكأنه قيل ننتقم من غير أن يقوم لنصركم فهو وعيد على وعيد وجعل ما قبل من شق العذاب كمس الضر في البحر عقبه بنفي وجدان الوكيل فكأنه قيل لا تجدون من تتكلون عليه في دفعه غيره تعالى لقوله سبحانه :﴿ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ ﴾ [ الإسراء : ٦٧ ] وهذا اختيار "صاحب الكشف" فلا تغفل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon