وقرأ قتادة وعكرمة :" ورجالك ". ﴿ وشاركهم في الأموال ﴾ عام : لكل معصية يصنعها الناس بالمال، فإن ذلك المصرف في المعصية، هو خط إبليس، فمن ذلك البحائر وشبهها، ومن ذلك مهر البغي، وثمن الخمر، وحلوان الكاهن، والربا، وغير ذلك مما يوجد في الناس دأباً. وقوله ﴿ والأولاد ﴾ عام لكل ما يصنع في أمر الذرية من المعاصي فمن ذلك الإيلاد بالزنا، ومن ذلك تسميتهم عبد شمس، وعبد الجدي، وأبا الكويفر، وكل اسم مكروه ومن ذلك الوأد الذي كانت العرب تفعله، ومن ذلك صنعهم في أديان الكفر، وغير هذا، وما أدخل النقاش من وطء الجن وأنه تحبل المرأة من الإنس فضعيف كله. وقوله ﴿ وعدهم ﴾ أي منّهم بما لا يتم لهم، وبأنهم غير مبعوثين، فهذه مشاركة في النفوس، ثم أخبر الله تعالى أنه يعدهم ﴿ غروراً ﴾ منه، لأنه لا يغني عنهم شيئاً، وقوله ﴿ إن عبادي ﴾ الآية، قول من الله تعالى لإبليس، وقوله ﴿ عبادي ﴾ يريد المؤمنين في الكفر، والمتقين في المعاصي، وخصهم باسم العباد، وإن كان اسماً عاماً لجميع الخلق، من حيث قصد تشريفهم والتنويه بهم، كما يقول رجل لأحد بنيه إذا رأى منه ما يحب : هذا ابني، على معنى التنبيه منه والتشريف له، ومنه قول النبي ﷺ لسعد بن أبي وقاص :" هذا خالي فليرني امرؤ خاله " و" السلطان " الملكة والتغلب، وتفسيره هنا بالحجة قلق، ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام :﴿ وكفى بربك ﴾ يا محمد حافظاً للمؤمنين، وقيماً على هدايتهم. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٣ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon