المحاسبون الذين لهم القدر، إما أن هذا يرده أن الكفار يومئذ أخسر من كل حيوان، إذ يقول الكافر ؛ يا ليتني كنت تراباً، ولا يعمل فيه ﴿ ندعو ﴾ لأنه مضاف إليه، ويحتمل أن يكون ﴿ يوم ﴾ منصوباً على البناء لما أضيف إلى غير متمكن، ويكون موضعه رفعاً بالابتداء والخبر في التقسيم الذي أتى بعد في قوله ﴿ فمن أوتي ﴾ إلى قوله ﴿ ومن كان ﴾. وقرأ الجمهور " ندعو " بنون العظمة، وقرأ مجاهد " يدعو "، بالياء على معنى يدعو الله ورويت عن عاصم.
وقرأ الحسن " يُدعو " بضم الياء وسكون الواو، وأصلها يدعى ولكنها لغة لبعض العرب، يقلبون هذه الألف واواً، فيقولون افعو حبلو، ذكرها أبو الفتح وأبو علي في ترجمة أعمى بعد وقرأ الحسن :" كل " بالرفع، على معنى يدعى كل، وذكر أبو عمرو الداني عن الحسن، أنه قرأ " يدعى كل " ﴿ أناس ﴾ اسم جمع لا واحد له من لفظه، وقوله ﴿ بإمامهم ﴾ يحتمل أن يريد باسم إمامهم، ويحتمل أن يريد مع إمامهم، فعلى التأويل الأول : يقال يا أمة محمد، ويا أتباع فرعون، ونحو هذا، وعلى التأويل الثاني : تجيء كل أمة معها إمامها، من هاد أو مضل، واختلف المفسرون في " الإمام "، فقال مجاهد وقتادة : نبيهم، وقال ابن زيد كتابهم الذي نزل عليهم، وقال ابن عباس والحسن : كتابهم الذي فيه أعمالهم، وقالت فرقة : متبعهم، من هاد أو مضل، ولفظة " الإمام " تعم هذا كله، لأن الإمام هو ما يؤتم به ويهتدي به في المقصد، ومنه قيل لخيط البناء إمام، قال الشاعر يصف قدحاً :[ الطويل ]
وقومته حتى إذا تم واستوى... كمخة ساق أو كمتن إمام