ومنه قيل للطريق إمام، لأنه يؤتم به في المقاصد حتى ينهي إلى المراد وقوله :﴿ فمن أوتي كتابه بيمينه ﴾ حقيقة في أن يوم القيامة صحائف تتطاير وتوضع في الأيمان لأهل الإيمان، وفي الشمائل لأهل الكفر، وتوضع في أيمان المذنبين الذين ينفذ عليهم الوعيد، فسيستفيدون منها أنهم غير مخلدين في النار، وقوله ﴿ يقرؤون كتابهم ﴾ عبارة عن السرور بها أي يرددنها ويتأملونها، وقوله ﴿ ولا يظلمون فتيلاً ﴾ أي ولا أقل ولا أكثر، فهذا هو مفهوم الخطاب حكم المسكوت عنه كحكم المذكور. كقوله تعالى ﴿ فلا تقل لهما أف ﴾ [ الإسراء : ٢٣ ] وكقوله ﴿ إن الله لا يظلم مثقال ذرة ﴾ [ النساء : ٤٠ ] وهذا كثير ومعنى الآية : أنهم لا يبخسون من جزاء أعمالهم الصالحة شيئاً، و" الفتيل " هو الخيط الذي في شق نواة التمرة يضرب به المثل في القلة وتفاهة القدر.


الصفحة التالية
Icon