وقوله ﴿ ومن كان ﴾، الآية،
قال محمد بن أبي موسى : الإشارة بهذه إلى النعم التي ذكرها في قوله ﴿ ولقد كرمنا بني آدم ﴾ أي من عمي عن شكر هذه النعم والإيمان لمسديها، فهو في أمور الآخرة وشأنها ﴿ أعمى ﴾.
قال القاضي أبو محمد : ويحتمل ﴿ أعمى ﴾ الثاني أن يكون بمنزلة الأول، على أنه تشبيه بأعمى البصر، ويحتمل أن يكون صفة تفضيل، أي أشد عمى، والعمى في هذه الآية هو عمى القلب في الأول والثاني، وقال ابن عباس ومجاهد قتادة وابن زيد : الإشارة بهذه إلى الدنيا، أي من كان في هذه الدار أعمى عن النظر في آيات الله وعبره والإيمان بأنبيائه، فهو في الآخرة أعمى ؛ إما أن يكون على حذف مضاف، أي في شأن الآخرة، وإما أن يكون : فهو في يوم القيامة أعمى، على معنى أنه حيران، لا يتوجه له صواب، ولا يلوح له نجح، قال مجاهد " فهو في الآخرة أعمى " عن حجته.