وقال أبو السعود :
﴿ وَمَن يَهْدِ الله ﴾
كلامٌ مبتدأٌ يفصل ما أشار إليه الكلامُ السابق من مجازاة العبادِ إشارةً إجماليةً، أي من يهدِه الله إلى الحق بما جاء من قبله من الهدى ﴿ فَهُوَ المهتد ﴾ إليه وإلى ما يؤدّي إليه من الثواب أو المهتدِ إلى كل مطلوب ﴿ وَمَن يُضْلِلِ ﴾ أي يخلُقْ فيه الضلالَ بسوء اختيارِه كهؤلاء المعاندين ﴿ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ ﴾ أوثر ضميرُ الجماعة اعتباراً لمعنى ( مَنْ ) غِبّ ما أوثر في مقابله الإفرادُ نظراً إلى لفظها تلويحاً بوَحدة طريقِ الحقِّ وقلةِ سالكيه وتعددِ سبلِ الضلال وكثرةِ الضلال ﴿ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ ﴾ من دون الله تعالى أي أنصاراً يهدونهم إلى طريق الحقِّ أو إلى طريق يوصلهم إلى مطالبهم الدنيويةِ والأخروية، أو إلى طريق النجاةِ من العذاب الذي يستدعيه ضلالُهم، على معنى لن تجدَ لأحد منهم وليًّا على ما تقتضيه قضيةُ مقابلةِ الجمعِ بالجمع من انقسام الآحادِ إلى الآحاد ﴿ وَنَحْشُرُهُمْ ﴾ التفاتٌ من الغَيبة إلى التكلم إيذاناً بكمال الاعتناءِ بأمر الحشرِ ﴿ يَوْمُ القيامة عَلَى وُجُهِهِمْ ﴾ على وجوههم أو مشياً، فقد روي أنه قيل لرسول الله ﷺ : كيف يمشون على وجوههم؟ قال :


الصفحة التالية
Icon