وذكر هذا المعنى في أسلوب بيان ما فطر عليه الإنسان، تذكيراً له بنقصه وضعفه، وإشفاقه وحرصه ؛ ليعلم أنه غير مخلوق سدى، يُخلى بينه وبين ما تتقاضاه به نفسه وهواه. والمعنى : أفلا تعتبرون بسعة رحمته وعميم فضله ومما يبرهن على وحدانيته في ألوهيته، ولا ترون ما أنتم عليه من أنكم لو ملكتم ما لا نفاد له من خزائنه، لضننتم بها، مما يدلكم على أنه هو مالك الملك، وأنكم مُسخرون لأمره ؟ ! وهذه الآية كقوله تعالى :﴿ أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً ﴾ [ النساء : ٥٣ ] أي : لو أن لهم نصيباً في ملك الله، لما أعطوا أحداً شيئاً ولا مقدار نقير. وقد جاء في الصحيحين :< يد الله ملأى لا يغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار. أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه >. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ١٠ صـ ٥٣٤ ـ ٥٣٧﴾