و ذلك حزنا وندما "عَلى ما أَنْفَقَ فِيها" من المال والتعب وحرمانه من منافعها وبهجتها "وَهِيَ خاوِيَةٌ" ساقطة مترامية "عَلى عُرُوشِها" أي سقطت جدران الجنة على عروش الكرم، وهذا كناية عن تدميرها كلها وخلائها
من كل ما كان فيها لأن خوا بمعنى خلا "وَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً" ٤٢ قال هذا لما سقط في يده وقال يا ليتني سمعت موعظة أخي، لأنه عرف أن ما أتاه كان بسبب الكفر والطغيان، لذلك أظهر ندمه حين لات مندم، وقد خاب أمله من الناس لأنهم كانوا يلتفون حوله بغية ما عنده، فلما ذهب ذهبوا عنه على حد قوله :
رأيت الناس قد ذهبوا إلى من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب فعنه الناس قد ذهبوا
يدل على هذا قوله تعالى "وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ" فيحفظون له جنته "وَما كانَ مُنْتَصِراً" ٤٣ هو أيضا لعجزه.