قال أبو جعفر والروايات التي رويت عن ابن عباس ليست بمتناقضة لأن القول الأول إنما سمعه من كعب والقول الثاني يجوز أن يكون عرف الرقيم بعده وأحسن ما قيل فيه أنه الكتاب وذلك معروف في اللغة يقال رقمت الشئ أي كتبته قال الله عز وجل كتاب مرقوم ورقيم بمعنى مرقوم كما يقال قتيل بمعنى مقتول وروى ابن جريج عن مجاهد في قوله تعالى كانوا من آياتنا عجبا قال هم عجب قال أبو جعفر يذهب مجاهد إلى أنه ليس بإنكار على النبي (ص) أن يكون عنده انهم عجب
وقد روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال يقول ليس هم بأعجب آياتنا ١٢ - وقوله جل وعز إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهئ لنا من أمرنا رشدا أي أرشدنا إلى أحب الأشياء إليك
١٣ - وقوله جل وعز فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا أي منعناهم من أن يسمعوا والمعنى أنمناهم لأنهم إذا سمعوا انتبهوا ثم قال سنين عددا
وفي الفائدة في قوله عددا قولان أحدهما أنه توكيد وإفراد من الواحدة والآخر أنه توكيد معنى الكثرة لأن القليل لا يحتاج إلى عدد لأنه قد عرف ١٤ - وقوله جل وعز ثم بعثناهم أي من نومهم يقال لمن أحيي أو أقيم من نومه مبعوث لأنه كان ممنوعا من الانبعاث والتصرف ١٥ - ثم قال جل وعز لنعلم أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا
قال مجاهد أي عددا قال أبو جعفر والأمد في اللغة الغاية ١٦ - وقوله جل وعز وربطنا على قلوبهم قال قتادة أي بالإيمان والمعنى عند أهل اللغة صبرناهم كان وثبتناهم أبو ١٧ - ثم قال جل وعز إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض
لن ندعو من دونه إلها فأنكروا أن يعبد مع الله غيره ١٨ - ثم قال تعالى لقد قلنا إذا شططا قال قتادة أي كذبا قال أبو جعفر والشطط في اللغة التجاوز في الجور ١٩ - ثم قال جل وعز هؤلاء قومنا اتخذوا من دونه آلهة لولا


الصفحة التالية
Icon