ابن فضيل روى عن الأجلح عن الضحاك قال لما أنزلت ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة قالوا أسنين) أم شهروا أم أياما فأنزل الله جل وعز سنين قال أبو جعفر فأما ما أشكل من قوله تعالى قل الله أعلم بما لبثوا فنحن نبينه يجوز أن يكون لما اختلفوا في مقدار ما لبثوا ثم أخبر الله جل وعز به فقال قل الله أعلم بما لبثوا أي هو أعلم به من المختلفين فيه وقول آخر أحسن من هذا أن يكون اعلم بمعنى عالم وذلك كثير موجود في كلام العرب قال الله جل وعز وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه أجود الأقوال فيه أن معناه هو هين عليه وهو اختيار أبي العباس ومنه الله اكبر بمعنى كبير ومنه قول الفرزدق
* إن الذي سمك السماء بنى لنا بيتا دعائمه أعز وأطول * وقول الآخر * أصبحت أمنحك الصدود وإنني * قسما إليك مع الصدود لأميل * وقول الآخر * لعمرك ما أدري وإني لأوجل * على أينا تعدو المنية أول * ٢٥ - وقوله جل وعز أبصر به وأسمع المعنى ما أبصره وأسمعه أي هو عالم بقصة أصحاب الكهف وغيرهم
٢٦ - ثم قال جل وعز ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا نظيره قوله تعالى فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ومن قرأ ولا تشرك في حكمه أحدا فمعناه عنده لا تنسب أحدا إلى أنه يعلم الغيب ٢٧ - وقوله جل وعز لا مبدل لكلماته ولن تجد من دونه ملتحدا قال مجاهد أي ملجأ أي يمنعك منه جل وعز قال أبو جعفر وهو حسن في اللغة وأصله في اللغة من اللحد
وهو من الميل والملحد المائل عن الحق العادل عنه فإذا ألحدت عبد إلى الشئ فقد ملت إليه
٢٨ - قوله جل وعز واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه روى ابن عجلان عن نافع عن ابن عمر قال الصلاة المكتوبة قال مجاهد وإبراهيم الصلوات الخمس ٢٩ - ثم قال جل وعز ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا أي لا تتجاوزهم إلى المترفين وروى عن الحسن أنه قرأ ولا تعد عينيك عنهم