يروى أن اليهود قالوا سلوه عن أصحاب الكهف وعن الروح وعن رجلين فأنزل الله عز وجل هذا وجعله مثلا لجميع الناس ٤٤ - ثم قال جل وعز وحففناهما بنخل أي حوطناهما (به وقد حف القوم بفلان إذا حدقوا ٤٥ - ثم قال جل وعز وجعلنا بينهما زرعا فأخبر أنه ليس بينهما إلا عمران ٤٦ - ثم أخبر أنهما في تأدية الحمل والثمر على النهاية فقال كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا أي ولم تنقص ٤٧ - ثم قال جل وعز وفجرنا خلالهما نهرا
فأخبر أن شربهما كان من نهر وهو أغزر الشرب ٤٨ - ثم قال جل وعز وكان له ثمر
ويقرأ ثمر فالثمر معروف وفي الثمر قولان أ قال مجاهد كل ما كان في القرآن من ثمر فهو المال وما كان من ثمر فهو من الثمار ب وقال أبو عمران الجوني الثمر أنواع المال والثمر الثمرات ج وقال أبو يزيد المدني الثمر الأصل والثمر الثمرة قال أبو جعفر وكأنه يريد بالأصل الشجر وما أشبهها وهذه الثلاثة الأقوال ترجع إلى معنى واحد وهو ان الثمر المال
والقول الآخر حدثنا أحمد بن شعيب قال أخبرني عمران بن بكار قال حدثنا إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا شعيب بن إسحق قال حدثنا هارون قال حدثني أبان بن تغلب عن الأعمش أن الحجاج قال لو سمعت أحدا يقول وكان له ثمر لقطعت لسانه فقلت للأعمش اتأخذ بذلك قال لا ولا نعمة عين فكان يقرأ ثمر ويأخذه من جمع الثمر قال أبو جعفر فالتقدير على هذا القول أنه جمع ثمرة على ثمار ثم جمع ثمارا على ثمر وهو حسن في العربية إلا أن القول الأول أشبه والله أعلم لأن قوله تعالى كلتا الجنتين آتت
أكلها يدل على أن له ثمرا ٤٩ - ثم قال جل وعز فقال لصاحبه وهو يحاوره أي يخاطبه أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا