البخل والبخل والعرب والعرب ١٠٤ - وقوله جل وعز قال إنك لن تستطيع معي صبرا هذا قول الخضر لموسى ثم أعلمه العلة في ترك الصبر فقال وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا أي وكيف تصبر على ما ظاهره خطأ ولم تخبر بوجه الحكمة فيه والأنبياء لا يقرون على منكر ولا يسعهم التقرير أي لا يسعك السكوت جريا على عادتك وحكمك ١٠٥ - وقوله جل وعز قال ستجدني إن شاء الله صابرا هذا قول موسى للخضر أي سأصبر بمشيئة الله ولا أعصي لك أمرا أي قد ألزمت نفسي طاعتك ولن أعصي أمرك إن شاء الله
١٠٦ - وقوله جل وعز قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شئ حتى أحدث لك منه ذكرا
أي إن إنكرته هذه فلا تعجل بالمسألة إلى أن أبين لك الوجه فيه وحتى أكون أنا الذي أفسره لك شرط عليه قبل بدء الرحله ألا يسأله ولا يستفسر عن شئ من تصرفاته حتى يكشف له عن سرها فقبل موسى شرطه رعاية لأدب المتعلم مع العالم ١٠٧ - وقوله جل وعز فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها انطلق موسى والخضر يمشيان على ساحل البحر حتى مرت بهما سفينه فعرفوا الخضر فحملوهما بدون أجر فلما ركبا في السفينة عمد الخضر إلى فأس فقلع لوحا من ألواح السفينة بعد أن أصبحت في لجة البحر فذلك قوله تعالى حتى إذا ركبا في السفينة خرقها أي خرقها الخضر ١٠٨ - وقوله جل وعز قال أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا أي قال له موسى منكرا عليه أخرقت السفينة لتغرق ركابها لقد فعلت شيئا عظيما هائلا
ومعنى إمرا أي شيئا عظيما من المنكر ويروي أن موسى لما رأى ذلك أخذ ثوبه فجعله مكان