وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ نحن نَقُصُّ عليك نبأهم ﴾
أي : خبر الفتية ﴿ بالحق ﴾ أي : بالصدق.
قوله تعالى :﴿ وزدناهم هدى ﴾ أي : ثبَّتناهم على الإِيمان، ﴿ وربطنا على قلوبهم ﴾ أي : ألهمناها الصبر ﴿ إِذ قاموا ﴾ بين يدي ملكهم دقيانوس ﴿ فقالوا ربُّنا ربُّ السموات والأرض ﴾ وذلك أنه كان يدعو الناس إِلى عبادة الأصنام، فعصم الله هؤلاء حتى عصَواْ ملِكهم.
وقال الحسن : قاموا في قومهم فدعَوْهم إِلى التوحيد.
وقيل : هذا قولهم بينهم لما اجتمعوا خارج المدينة على ما ذكرنا في أول القصة.
فأما الشطط، فهو الجَوْر.
قال الزجاج : يقال : شَطَّ الرجل، وأَشَطَّ : إِذا جار.
ثم قال الفتية :﴿ هؤلاء قومُنا ﴾ يعنون الذين كانوا في زمن دقيانوس ﴿ اتخذوا من دونه آلهة ﴾ أي : عبدوا الأصنام ﴿ لولا ﴾ أي : هلاّ ﴿ يأتون عليهم ﴾ أي : على عبادة الأصنام ﴿ بسُلطان بَيِّن ﴾ أي : بِحُجَّةٍ.
وإِنما قال :"عليهم" والأصنام مؤنَّثة، لأن الكفار نحلوها العقل والتمييز، فجرت مجرى المذكَّرين من الناس.
قوله تعالى :﴿ فمن أظلم ممن افترى على الله كذباً ﴾ فزعم أن له شريكاً؟!. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾