وقال مجاهد : عدداً. وفي نصبه وجهان : أحدهما على التفسير والثاني لوقوع ﴿ لِمَا لَبِثُواْ ﴾ عليه.
﴿ نَحْنُ نَقُصُّ ﴾، أي نقرأ وننزل ﴿ عَلَيْكَ نبَأَهُم ﴾، أي خبر أصحاب الكهف ﴿ بالحق إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ﴾ : شبان وأحداث ﴿ آمَنُواْ بِرَبِّهِمْ ﴾، حكم الله لهم بالفتوّة حين آمنوا بلا واسطة لذلك. وقال أهل اللسّان : رأس الفتوّة الإيمان. وقال الجنيد : الفتوّة كفّ الأذى وبذل الندى، وترك الشكوى. وقيل : الفتوّة شيئان : اجتناب المحارم، واستعمال المكارم. وقيل : الفتى من لا يدّعي قبل الفعل، ولا يزكّي نفسه بعد الفعل. وقيل : ليس الفتى من يصبر على السياط، إنما الفتى من جاز على الصراط. وقيل : ليس الفتى من يصبر على السكين، إنما الفتى من يطعم المسكين.
﴿ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى ﴾ إيماناً وبصيرة وإيقاناً.
﴿ وَرَبَطْنَا ﴾ : وشددنا ﴿ على قُلُوبِهِمْ ﴾ بالصبر، وألهمناهم ذلك، وقوّيناهم بنور الإيمان حتى صبروا على هجران دار قومهم وفراق ما كانوا فيه من خفض العيش، وفرّوا بدينهم إلى الكهف، ﴿ إِذْ قَامُواْ ﴾ بين يدي دقيانوس ﴿ فَقَالُواْ ﴾ حين عاتبهم على تركهم عبادة الصنم :﴿ رَبُّنَا رَبُّ السماوات والأرض لَن نَّدْعُوَاْ ﴾ : لن نعبد ﴿ مِن دُونِهِ إلها لَّقَدْ قُلْنَا إِذاً شَطَطاً ﴾، يعني إن دعونا غير الله، لقد قلنا إذن شططاً.
قال ابن عباس ومقاتل : جوراً. قال قتادة : كذباً. وأصل الشطط والإشطاط : مجاوزة القدر، والإفراط.


الصفحة التالية
Icon