قبائلنا سبع وأنتم ثلاثة | ولَلسبع أزكى من ثلاث وأطيب |
﴿ إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ ﴾ فيعلموا بمكانكم ﴿ يَرْجُمُوكُمْ ﴾، قال ابن جريج : يشتموكم ويؤذوكم بالقول. ويقال : يقتلوكم. ويقال : كان من عادتهم القتل بالرجم وهو من أخبث القتل. وقيل : هو التوبيخ. ويضربوكم ﴿ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ ﴾ : دينهم الكفر ﴿ وَلَن تفلحوا إِذاً أَبَداً ﴾ إن عدتم إليهم.
﴿ وكذلك أَعْثَرْنَا ﴾، أي أطلعنا ﴿ عَلَيْهِمْ ﴾، يقال : عثرت على الشيء إذا اطّلعت عليهم، فأعثرت غيري إذا أطلعته، ﴿ ليعلموا أَنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ ﴾ يعني قوم تيدوسيس، ﴿ وَأَنَّ الساعة لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ﴾، قال ابن عباس : تنازعوا في البنيان والمسجد، قال المسلمون : نبني عليهم مسجداً، لأنهم على ديننا، وقال المشركون : نبني عليهم بنياناً ؛ لأنهم من أهل سنّتنا. وقال عكرمة : تنازعوا في الأرواح والأجساد، فقال المسلمون : البعث للأرواح والأجساد، و قال بعضهم : البعث للأرواح دون الأجساد، فبعثهم الله من رقادهم وأراهم أن البعث للأرواح والأجساد. وقيل : تنازعوا في قدر لبثهم ومكثهم. وقيل : تنازعوا في عددهم، ﴿ فَقَالُواْ ابنوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الذين غَلَبُواْ على أَمْرِهِمْ ﴾ يعني تيدوسيس الملك وأصحابه :﴿ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَّسْجِداً ﴾، وقيل : الذين تغلبوا على أمرهم، وهم المؤمنون. وهذا يرجع إلى الأوّل.