قال الزمخشري : وجمع بين السندس وهو ما رقَّ من الديباج، وبين الاستبرق وهو الغليظ منه جمعاً بين النوعين، وقدمت التحلية على اللباس لأن الحلي في النفس أعظم وإلى القلب أحب، وفي القيمة أغلى، وفي العين أحلى، وبناء فعله للمفعول الذي لم يسم فاعله إشعاراً بأنهم يكرمون بذلك ولا يتعاطون ذلك بأنفسهم كما قال الشاعر :
غرائر في كن وصون ونعمة...
تحلين ياقوتاً وشذراً مفقرا
وأسند اللباس إليهم لأن الإنسان يتعاطى ذلك بنفسه خصوصاً لو كان بادي العورة، ووصف الثياب بالخضرة لأنها أحسن الألوان والنفس تنبسط لها أكثر من غيرها، وقد روي في ذلك أثر إنها تزيد في ضوء البصر وقال بعض الأدباء :
أربعة مذهبة لكل هم وحزن...
الماء والخضرة والبستان والوجه الحسن
وخص الاتكاء لأنها هيئة المنعمين والملوك على أسرَّتهم.
وقرأ ابن محيصن :﴿ على الأرائك ﴾ بنقل الهمزة إلى لام التعريف وإدغام لام على ﴿ فيها ﴾ فتنحذف ألف ﴿ على ﴾ لتوهم سكون لام التعريف والنطق به علرائك ومثله قول الشاعر :
فما أصبحت علرض نفس برية...
ولا غيرها إلاّ سليمان بالها
يريد على الأرض، والمخصوص بالمدح محذوف أي نعم الثواب ما وعدوا به، والضمير في ﴿ حسنت ﴾ عائد على الجنات. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾