وقال ابن عطية :
قوله تعالى ﴿ وأحيط بثمره ﴾ الآية،
هذا خبر من الله عن إحاطة العذاب بحال هذا المثل به، وقد تقدم القول في الثمر، غير أن الإحاطة كناية عن عموم العذاب والفساد، و﴿ يقلب كفيه ﴾ يريد يضع بطن إحداهما على ظهر الأخرى، وذلك فعل المتلهف المتأسف على فائت وخسارة ونحوها، ومن عبر بيصفق فلم يتقن، وقوله ﴿ خاوية على عروشها ﴾ يريد أن السقوف وقعت، وهي العروش، ثم تهدمت الحيطان عليها، فهي خاوية، والحيطان على العروش ﴿ ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً ﴾ قال بعض المفسرين : هي حكاية عن قول الكافر هذه المقالة في الآخرة، ويحتمل أن يريد أنه قالها في الدنيا على جهة التوبة بعد حلول المصيبة ويكون فيها زجر للكفرة من قريش أو غيرهم، لئلا تجيء لهم حال يؤمنون فيها بعد نقم تحل بهم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم وأبو عمرو والحسن وأبو جعفر وشيبة :" ولم تكن " بالتاء على لفظة الفئة، وقرأ حمزة والكسائي ومجاهد وابن وثاب " ولم يكن " بالياء على المعنى، " الفئة " الجماعة التي يلجأ إلى نصرها، قال مجاهد هي العشيرة.