وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ وأحيط بثمره ﴾
أي : أحاط اللهُ العذابَ بثمره، وقد سبق معنى الثمر.
﴿ فأصبح يقلِّب كفيه ﴾ أي : يضرب بيد على يد، وهذا فعل النادم، ﴿ على ما أنفق فيها ﴾ أي : في جنته، و"في" هاهنا بمعنى "على".
﴿ وهي خاوية ﴾ أي : خالية ساقطة ﴿ على عروشها ﴾ والعُروش : السقوف، والمعنى : أن حيطانها قائمة والسقوف قد تهدَّمت فصارت في قرارها، فصارت الحيطان كأنها على السقوف، ﴿ ويقول يا ليتني لم أُشرك بربِّي أحداً ﴾ فأخبر الله تعالى أنه لما سلبه ما أنعم به عليه، وحقق ما أنذره [ به ] أخوه في الدنيا، ندم على شِركه حين لا تنفعة الندامة.
وقيل : إِنما يقول هذا في القيامة.
﴿ ولم تكن له فئة ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم :"ولم تكن" بالتاء.
وقرأ حمزة، والكسائي، وخلف :"ولم يكن" بالياء.
والفئة : الجماعة ﴿ ينصرونه ﴾ أي : يمنعونه من عذاب الله.
قوله تعالى :﴿ هنالك الوَلاية ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وعاصم :"الوَلاية" بفتح الواو و ﴿ للهِ الحقِّ ﴾ خفضاً.
وقرأ حمزة :"الوِلاية" بكسر الواو، و"لله الحقِّ" بكسر القاف أيضاً.
وقرأ أبو عمرو بفتح الواو، ورفع "الحقُّ"، ووافقه الكسائيُّ في رفع القاف، لكنه كسر "الوِلاية"، قال الزجاج : معنى الولاية في [ مثل ] تلك الحال : تبيين نصرة وليِّ الله.
وقال غيره : هذا الكلام عائد إِلى ما قبل قصة الرجلين.
فأما من فتح واو "الوَلاية" فإنه أراد الموالاة والنصرة، ومن كسر، أراد السلطان والملك على ما شرحنا في آخر [ الأنفال : ٧٢ ].
فعلى قراءة الفتح، في معنى الكلام قولان.
أحدهما : أنهم يتوَلَّون الله تعالى في القيامة، ويؤمنون به، ويتبرَّؤون مما كانوا يعبدون، قاله ابن قتيبة.
والثاني : هنالك يتولَّى اللهُ أمرَ الخلائق، فينصر المؤمنين ويخذل الكافرين.
وعلى قراءة الكسر، يكون المعنى : هنالك السُّلطان لله.