قال أبو علي : من كسر قاف "الحقِّ"، جعله من وصف الله عزَّ وجلَّ، ومن رفعه جعله صفة للولاية.
فإن قيل : لم نُعتت الولاية وهي مؤنثة بالحقِّ وهو مصدر؟ فعنه جوابان ذكرهما ابن الأنباري.
أحدهما : أن تأنيثها ليس حقيقياً، فحُملت على معنى النصر ؛ والتقدير : هنالك النصر لله الحقُّ، كما حُملت الصيحة على معنى الصياح في قوله :﴿ وأخذَ الذين ظلموا الصيحةُ ﴾ [ هود : ٦٧ ].
والثاني : أن الحقَّ مصدر يستوي في لفظه المذكَّر والمؤنث والاثنان والجمع، فيقال : قولك حق، وكلمتك حق، وأقوالكم حق.
ويجوز ارتفاع الحق على المدح للولاية، وعلى المدح لله تعالى بإضمار "هو".
قوله تعالى :﴿ هو خير ثواباً ﴾ أي : هو أفضل ثواباً ممن يُرجى ثوابه، وهذا على تقدير أنه لو كان غيره يثيب لكان ثوابه أفضل.
قوله تعالى :﴿ وخير عُقبا ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، والكسائي :"عُقُباً" مضمومة القاف.
وقرأ عاصم، وحمزة :"عُقْباً" ساكنة القاف.
قال أبو علي : ما كان [ على ] "فُعُل" جاز تخفيفه، كالعُنُق، والطُّنُب، قال أبو عبيدة : العُقُب، والعُقْب، والعُقْبى، والعاقبة، بمعنى، وهي الآخرة، والمعنى : عاقبة طاعة الله خير من عاقبة طاعة غيره. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon