وقال الشيخ الشنقيطى :
﴿ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ﴾
قدمنا في سورة " البقرة " أن قوله تعالى :﴿ اسجدوا لآدَمَ ﴾ [ البقرة : ٣٤ ] محتم لأن يكون أمرهم بذلك قبل وجود آدم أمراً معلقاً على وجوده. ومحتمل لأنه أمرهم بذلك تنجيزاً بعد وجود آدم. وأنه جل وعلا بين في سورة " الحجر " وسورة " ص " أن أصل الأمر بالسجود متقدم على خلق آدم معلق عليه. قال في " الحجر " ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلآئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ الحجر : ٢٨-٢٩ ] وقال في " ص " :﴿ إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ ﴾ [ ص : ٧١-٧٢ ] ولا ينافي هذا أنه بعد وجود آدم جَّددَ لهم الأمر بالسجود له تنجيزاً.
وقوله في هذه الآية الكريمة :﴿ فسجدوا ﴾ محتمل لأن يكونوا سجدوا كلهم أو بعضهم، ولكنه بين في مواضع أخر أنهم سجدوا كلهم، كقوله :﴿ فَسَجَدَ الملائكة كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ [ الحجر : ٣٠ ] ونحوها من الآيات.


الصفحة التالية
Icon