ترى الأكم فيه سجداً للحوافر... وهذا جائز أن يكلفه قوم، فمنه قول النبي ﷺ " قوموا إلى سيدكم "، ومنه تقبيل أبي عبيدة بن الجراح يد عمر بن الخطاب حين تلقاه في سفرته إلى الشام ذكره سعيد بن منصور في مصنفه، وقوله ﴿ إلا إبليس ﴾ قالت فرقة هو استثناء منقطع، لأن ﴿ إبليس ﴾ ليس من الملائكة، بل هو من الجن، وهم الشياطين المخلوقين من مارج من نار، وجميع الملائكة إنما خلقوا من نور، واختلفت هذه الفرقة فقال بعضها إبليس من الجن، وهو أولهم، وبدءتهم، كآدم من الإنس، وقالت فرقة بل كان إبليس وقبيله جناً، لكن جميع الشياطين اليوم من ذريته، فهو كنوح في الإنس، احتجوا بهذه الآية، وتعنيف ﴿ إبليس ﴾ على عصيانه يقتضي أنه أمر مع الملائكة، وقالت فرقة إن الاستثناء متصل، وإبليس من قبيل الملائكة خلقوا من نار، فإبليس من الملائكة وعبر عن الملائكة بالجن من حيث هم مستترون، فهي صفة تعم الملائكة والشياطين، وقال بعض هذه الفرقة كان في الملائكة صنف يسمى الجن وكانوا في السماء الدنيا وفي الأرض، وكان إبليس مدبر أمرهم ولا خلاف أن إبليس كان من الملائكة في المعنى، إذ كان متصرفاً بالأمر والنهي، مرسلاً، والملك مشتق من المالكة، وهي الرسالة، فهو في عداد الملائكة يتناوله قول ﴿ اسجدوا ﴾ وفي سورة البقرة وسورة الأعراف استيعاب هذه الأمور، وقوله ﴿ ففسق ﴾ معناه فخرج وانتزح، وقال رؤبة :[ الرجز ]
تهوين في نجد وغوراً غائراً... فواسقاً عن قصدها جوائرا


الصفحة التالية
Icon