وقال ابن عطية :
ثم أخبر عز وجل عن رؤية المجرمين النار، ومعاينتهم لها، ووقوع العلم لهم بأنهم مباشروها، وأطلق الناس أن الظن هنا بمعنى اليقين، ولو قال بدل ﴿ ظنوا ﴾ وأيقنوا لكان الكلام متسقاً، على مبالغة فيه، ولكن العبارة بالظن لا تجيء أبداً في موضع يقين تام قد قاله الحسن، بل أعظم درجاته أن يجيء في موضع علم متحقق، لكنه لم يقع ذلك المظنون، وإلا، فقد يقع ويحسن، لا يكاد توجد في كلام العرب العبارة عنه بالظن وتأمل هذه الآية، وتأمل قول دريد :
فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج... وقرأ الأعمش " فظنوا أنهم ملاقوها "، وكذلك في مصحف ابن مسعود، وحكى أبو عمرو الداني عن علقمة، أنه قرأ :" ملافوها " بالفاء مشددة من لففت، وروى أبو سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال " إن الكافر ليرى جهنم ويظن أنها مواقعته من مسيرة أربعين سنة " و" المصرف " المعدل، والمرغ، ومنه قول أبي كبير الهذلي :[ الكامل ]
أزهير هل عن شيبة بن مصرف... أم لا خلود لباذل متكلف


الصفحة التالية
Icon