والثالث أنها دخلت للتبعيض، أي : أن بعضهم يقع به هذا، وهذه الأقوال الثلاثة قد أسلفنا بيانها في قوله عز وجل :﴿ أو كصيِّب من السماء ﴾ [ البقرة : ١٩ ].
قوله تعالى :﴿ قُبُلاً ﴾ قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر :"قِبَلاً" بكسر القاف وفتح الباء.
وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي :"قُبُلاً" بضم القاف والباء.
وقد بيَّنّا عِلَّة القراءتين في [ الأنعام : ١١١ ].
وقرأ أُبيّ ابن كعب، وابن مسْعود :"قَبِيلاً" بوزن فَعِيل.
وقرأ أبو الجوزاء، وأبو المتوكل "قَبَلاً" بفتح القاف من غير ياء، قال ابن قتيبة : أراد استئنافاً.
فإن قيل : إِذا كان المراد بسُنَّة الأولين العذاب، فما فائدة التكرار بقوله :﴿ أو يأتيَهم العذاب ﴾ ؟
فالجواب : أن سُنَّة الأولين أفادت عذاباً مبهماً يمكن أن يتراخى وقته، وتختلف أنواعه، وإِتيان العذاب قُبُلاً أفاد القتل يوم بدر.
قال مقاتل :"سُنَّة الأولين" : عذاب الأمم السالفة ؛ "أو يأتيَهم العذاب قِبَلاً"، أي : عِياناً قتلاً بالسيف يوم بدر. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٥ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon