روى البخاري في التفسير من روايات مختلفة عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ أن أبي بن كعب ـ رضى الله عنهم ـ حدثه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" موسى رسول الله - ـ ﷺ ـ - ذكر الناس يوماً حتى إذا فاضت العيون ورقت القلوب ولّى فأدركه رجل فقال : أي رسول الله! هل في الأرض أحد أعلم منك؟ قال : لا! فعتب الله عليه إذ لم يرد العلم إليه، فأوحى إليه : بلى! عبد من عبادي بمجمع البحرين، قال : أي رب! كيف السبيل إليه؟ قال : تأخذ حوتاً في مكتل فحيث ما فقدته فاتبعه - وفي رواية : خذ نوناً ميتاً حيث ينفخ فيه الروح - فخرج ومعه فتاه يوشع بن نون حتى انتهيا إلى الصخرة، فوضع موسى رأسه فنام في ظل الصخرة في مكان ثريان إذ تضرب الحوت - وفي رواية : وفي أصل تلك الصخرة عين يقال له الحياة لا يصيب من مائها شيء إلا حيى، فأصاب الحوت من ماء تلك العين فانسل من المكتل فدخل البحر - فأمسك الله عنه جرية البحر حتى كان أثره في حجر، فقال فتاه : لا أوقظه، حتى إذا استيقظ نسي أن يخبره، فذكر سفرهما وقول موسى عليه السلام ﴿لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً﴾ قال : قد قطع الله عنك النصب، فرجعا فوجدا خضراً على طنفسة خضراء على كبد البحر مسجى بثوبه، قد جعل طرفه تحت رجليه، وطرفه تحت رأسه، فسلم عليه موسى فكشف عن وجهه وقال : هل بأرضي من سلام؟ من أنت؟ قال : أنا موسى! قال : موسى بني إسرائيل؟ قال : نعم! قال : فما شأنك؟ قال : جئت لتعلمني، قال : أما يكفيك أن التوراة بيديك وأن الوحي يأتيك؟ يا موسى! إن لي علماً لا ينبغي لك أن تعلمه، وإن لك علماً لا ينبغي لي أن أعلمه - أي لا ينبغي لك أن تعمل بالباطن ولا ينبغي لي أنا أن أقف مع الظاهر، أطلق العلم على العمل لأنه سببه - فانطلقا يمشيان على الساحل، فوجدوا معابر صغاراً تحمل أهل هذا الساحل إلى أهل الساحل الآخر، فعرف الخضر فقالوا : عبد الله الصالح! لا تحمله


الصفحة التالية
Icon