﴿ من وراءهم جهنم ﴾ [ الجاثية : ١٠ ] مطرد كما قلنا مراعاة الزمن وقول النبي ﷺ " الصلاة أمامك " يريد في المكان، وإلا فكونهم في ذلك الوقت كان أمام الصلاة في الزمن وتأمل هذه المقالة فإنها مريحة من شغب هذه الألفاظ، ووقع لقتادة في كتاب الطبري ﴿ وكان وراءهم ملك ﴾ قال قتادة أمامهم، ألا ترى أنه يقول ﴿ من وراءهم جهنم ﴾ [ الجاثية : ١٠ ] وهي بين أيديهم. وهذا القول غير مستقيم وهذه هي العجمة التي كان الحس بن أبي الحسن يضج منها قاله الزجاج ويجوز إن كان رجوعهم في طريقهم على الغاصب، فكان وراءهم حقيقة، وقيل اسم هذا الغاصب هدد بن بدد، وقيل اسمه الجلندا، وهذا كله غير ثابت، وقوله ﴿ كل سفينة ﴾ عموم معناه الخصوص في الجياد منها الصحاح المارة به.
﴿ وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (٨٠) ﴾