" فوائد لغوية وإعرابية "
قال السمين :
﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (٨٣) ﴾
قوله :﴿ مِّنْهُ ذِكْراً ﴾ : أي : مِنْ أخبارِهِ وقَصَصِه.
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (٨٤)
قوله :﴿ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ ﴾ : مفعولُه محذوفٌ، أي : أمره وما يريد.
قوله :﴿ فَأَتْبَعَ ﴾ : قرأ نافعٌ وابن كثير وأبو عمرو " فَأَتْبَعَ " و " ثم أَتْبَعَ " في المواضعِ الثلاثة بهمزةِ وصلٍ وتشديدِ التاء. والباقون بهمزةِ القطع وسكونِ التاء. فقيل : هما بمعنى واحدٍ فيتعدَّيان لمفعولٍ واحدٍ. وقيل :" أتبع " بالقطعِ متعدٍ لاثنين حُذِف أحدُهما تقديرُه : فأتبع سبباً سبباً آخرَ، أو فأتبع أمرَه سبباً. ومنه ﴿ وَأَتْبَعْنَاهُم فِي هَذِهِ الدنيا لَعْنَةً ﴾ [ القصص : ٤٢ ] فعدَّاه لاثنين/ ومِنْ حَذْفِ أحدِ المفعولين : قولُه تعالى :﴿ فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ ﴾ [ الشعراء : ٦٠ ]، أي : أَتْبعوهم جنودَهم. واختار أبو عبيد " اتَّبع " بالوصل، قال :" لأنه من المسيرِ " قال " تقول " تَبِعْتُ القومَ واتَّبَعْتُهم. فأما الإِتباعُ بالقَطْع فمعناه اللَّحاق، كقولِه تعالى :﴿ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴾ [ الصافات : ١٠ ]. وقال يونس وأبو زيد :" أَتْبَعَ " بالقطع عبارةٌ عن المُجِدِّ المُسْرِعِ الحثيثِ الطلبِ. وبالوصل إنما يتضمَّن الاقتفاءَ دونَ هذه الصفات.
﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا ﴾